” بس ما شاء الله شغلك مرة حلو”
أكثر ردٍ اسمعه من صديقاتي عندما أحدثهم عن التحدياتِ التي أواجهها في العمل هي الجملة السابقة، وكأن جمالَ العملِ يمحو صعوبته أو الجانب المذموم فيه.
لكل شيءٍ ثمن، السؤال هو هل أنتَ مستعدٌ لدفعه أم لا؟
مواقع التواصل الإجتماعي تتيح لنا متابعة حياة كثيرٍ من الناس، فنرى فلانًا بجسمه الممشوق، والأخرى بشبكة علاقاتها الواسعة، وآخرون بمشاريعهم التي تبدو محمّسةً ومثيرة للإهتمام، وأسلوب حياتهم المشوق، ونزهاتهم ولقاءاتهم في المطاعم والمقاهي وفعالياتهم الخاصة منها والعامة.
نغفلُ كثيرًا أن الأمر في النهاية فعلٌ وله نتيجة ردة الفعل، إذا تغبطُ واسع العلاقات، فاسأل نفسك هل انت مستعدٌ للتعرف على هذا العدد من الأشخاص وإدارة علاقة طيبة وخدمة كل شخص فيهم للمحافظة على العلاقة معهم؟
إذا تغبطُ صاحب السيارةِ الفاخرة هل انت مستعدٌ لدفع ثمنِ صيانتها واحتماليات تضررها؟
إذا تغبطُ صاحب العمل المرنِ الذي يبدو مشوقًا دائمًا، هل انت مستعدِ لدفع ثمن عدم الإستقرار وبذل الجهد المستمرِ والضغط والتوتر اللذان يلازمان أسلوب الحياة المذكور؟
“العشب يبدو أكثر خضرةً في الجهة الأخرى”
عن بعد لا نرى إلا السطح وصورةً عامة، كلما اقتربنا كلما تبينت لنا التفاصيل المعقدة. لا مانع من الغبطة ما دامت لا تتسع لتصبح غيرةً وحقدًا ومقارنةً وإحساس بالإستحقاق “أنا أستحق أيضًا، لماذا هو؟”